بقلم – شادي لويس
في نهاية الأسبوع الماضي نظمت مجموعة "المصريون المتحدون" أمسية مصرية في لندن باسم" أصوات التحرير" والتي قصد أن يذهب دخلها لصالح جرحي الثورة والذين تباطأت الدولة في علاجهم علي نفقتها حتي يومنا هذا، بدأت الأمسية بندوة سياسية اشترك فيها كل من الأستاذ جورج إسحاق و الدكتور عمرو الشوبكي والتي للأسف الشديد لم أتمكن من حضور الجزء الأكبر منها، لكن الأستاذ جورج المنسق العام السابق لحركة كفاية والعضو الحالي في مجلس حقوق الإنسان المصري أعطاني انطباعا بأنه لم يفتني الكثير بعد أن نصح المقيمين في المملكة المتحدة بالتركيز علي مطلب واحد فقط في هذه المرحلة وهو حق المصريين في الخارج في المشاركة في رسم مستقبل وطنهم وفي العملية السياسية سواء بالترشح أو الانتخاب، أما عن بقية المسائل السياسية المعلقة فتأتي لاحقة لهذا المطلب، فلا معني لمناقشة المصريين المقيمين في الخارج لمضمون الدستور القادم في مصر إذ كان لا يد لهم في انتخاب مجلس الشعب الذي سيضعه.
أما عن الجزء الثاني من الأمسية فكان عرضا غنائيا لمشروع" كورال"، وهو مشروع فني مستقل يتألف من مجموعة من الموسيقيين والمسرحيين المتطوعين الذين ينظمون ورش عمل فنية تستمر لحوالي عشرة أيام في كل مرة، ويدعون فيها كل من يرغب في الانضمام للمشاركة في صياغة أفكارهم ومشاعرهم تجاه موضوع معين في صورة أغان يتم كتابه كلماتها وتلحينها بشكل جماعي ومن ثم تأديتها في عرض فني أمام الجمهور في نهاية الورشة.
وقد بدأ مشروع كورال أول ورشة في مايو من العام الماضي في القاهرة باسم "كورال شكاوي" ثم تبعها بعد ذلك مجموعة من الورش في القاهرة وعمان وأخيرا في لندن. أما عن المجموعة التي انضمت للورشة الفنية الأخيرة في لندن والتي كان شاغلها الشاغل الثورة المصرية الوليدة فكانت تضم جنسيات مختلفة أوروبية وعربية وأن كانت في معظمها من المصريين: شباب في أوائل العشرينيات حتي أواخر الثلاثينيات منهم أطباء ومهنيون وباحثون أكاديميون ومدرسون جامعيون وطلبة و مهاجرون غير شرعيين , مجموعة ما كانت لتجتمع في مكان واحد بدون هذه المناسبة. وبعد عشرة أيام انتهت الورشة بإنتاج ثلاث أغان جديدة تضاف إلي رصيد المشروع، اثنتان من هذه الأغاني"ثورة" و"هنا وهناك" كانتا عن خبرة المشاركين وانطباعاتهم تجاه ثورة شاركوا فيها بشكل شخصي أو شاهدوها علي شاشات التليفزيون، وبكلمات بسيطة وألحان أبسط عبر المشاركون عن حبهم لوطن يعرفونه جيدا أو يعرفون عنه أقل القليل وعن أمل وفخر و قلق ومخاوف وشعور بالذنب تجاه ما يحدث فيه وتجاه مستقبله.
أظن أن القيمة الحقيقية للورشة لم تكن في المستوي الفني للأغاني المنتجة بل في التقاء هذه المجموعة من الشباب ليتبادلوا خبراتهم و أفكارهم وليتشاركوا في التعبير عن حبهم لأوطانهم ولقيم الحرية والعدل وليحتفوا بثراء اختلافاتهم وفضيلة تنوعهم وليعملوا وليبدعوا بشكل جماعي، القيمة الحقيقية كانت أيضا في البهجة التي أعاد المشاركون اكتشافها في أنفسهم و واقتسموها مع جمهورهم.
غادر مشروع كورال في اليوم التالي إلي القاهرة وسيبدأ ورشة جديدة في الإسكندرية في بداية الشهر المقبل ومن هناك ربما سيلبي الدعوات الكثيرة القادمة من مدن أخري بدءا من بيروت ووصولا لتورنتو، لكن يبدو أن مشرع كورال واحد لا يكفي بل ربما هناك حاجة لألف مشروع كورال فني وثقافي ليجوبوا مدننا وقرانا ليكشفوا عن آفاق رحبة لشباب ضاقت بهم الدنيا وتلخصت في اللهاث وراء لقمة العيش أو في الاستعداد للآخرة و ليفتحوا أبوابا للإبداع والمبادرة الفردية والعمل والجماعي وليأصلوا قيم الاختلاف والتنوع وليعيدوا اكتشاف المتعة في مجتمع أثقلته همومه وآلامه طويلا.
في نهاية الأسبوع الماضي نظمت مجموعة "المصريون المتحدون" أمسية مصرية في لندن باسم" أصوات التحرير" والتي قصد أن يذهب دخلها لصالح جرحي الثورة والذين تباطأت الدولة في علاجهم علي نفقتها حتي يومنا هذا، بدأت الأمسية بندوة سياسية اشترك فيها كل من الأستاذ جورج إسحاق و الدكتور عمرو الشوبكي والتي للأسف الشديد لم أتمكن من حضور الجزء الأكبر منها، لكن الأستاذ جورج المنسق العام السابق لحركة كفاية والعضو الحالي في مجلس حقوق الإنسان المصري أعطاني انطباعا بأنه لم يفتني الكثير بعد أن نصح المقيمين في المملكة المتحدة بالتركيز علي مطلب واحد فقط في هذه المرحلة وهو حق المصريين في الخارج في المشاركة في رسم مستقبل وطنهم وفي العملية السياسية سواء بالترشح أو الانتخاب، أما عن بقية المسائل السياسية المعلقة فتأتي لاحقة لهذا المطلب، فلا معني لمناقشة المصريين المقيمين في الخارج لمضمون الدستور القادم في مصر إذ كان لا يد لهم في انتخاب مجلس الشعب الذي سيضعه.
أما عن الجزء الثاني من الأمسية فكان عرضا غنائيا لمشروع" كورال"، وهو مشروع فني مستقل يتألف من مجموعة من الموسيقيين والمسرحيين المتطوعين الذين ينظمون ورش عمل فنية تستمر لحوالي عشرة أيام في كل مرة، ويدعون فيها كل من يرغب في الانضمام للمشاركة في صياغة أفكارهم ومشاعرهم تجاه موضوع معين في صورة أغان يتم كتابه كلماتها وتلحينها بشكل جماعي ومن ثم تأديتها في عرض فني أمام الجمهور في نهاية الورشة.
وقد بدأ مشروع كورال أول ورشة في مايو من العام الماضي في القاهرة باسم "كورال شكاوي" ثم تبعها بعد ذلك مجموعة من الورش في القاهرة وعمان وأخيرا في لندن. أما عن المجموعة التي انضمت للورشة الفنية الأخيرة في لندن والتي كان شاغلها الشاغل الثورة المصرية الوليدة فكانت تضم جنسيات مختلفة أوروبية وعربية وأن كانت في معظمها من المصريين: شباب في أوائل العشرينيات حتي أواخر الثلاثينيات منهم أطباء ومهنيون وباحثون أكاديميون ومدرسون جامعيون وطلبة و مهاجرون غير شرعيين , مجموعة ما كانت لتجتمع في مكان واحد بدون هذه المناسبة. وبعد عشرة أيام انتهت الورشة بإنتاج ثلاث أغان جديدة تضاف إلي رصيد المشروع، اثنتان من هذه الأغاني"ثورة" و"هنا وهناك" كانتا عن خبرة المشاركين وانطباعاتهم تجاه ثورة شاركوا فيها بشكل شخصي أو شاهدوها علي شاشات التليفزيون، وبكلمات بسيطة وألحان أبسط عبر المشاركون عن حبهم لوطن يعرفونه جيدا أو يعرفون عنه أقل القليل وعن أمل وفخر و قلق ومخاوف وشعور بالذنب تجاه ما يحدث فيه وتجاه مستقبله.
أظن أن القيمة الحقيقية للورشة لم تكن في المستوي الفني للأغاني المنتجة بل في التقاء هذه المجموعة من الشباب ليتبادلوا خبراتهم و أفكارهم وليتشاركوا في التعبير عن حبهم لأوطانهم ولقيم الحرية والعدل وليحتفوا بثراء اختلافاتهم وفضيلة تنوعهم وليعملوا وليبدعوا بشكل جماعي، القيمة الحقيقية كانت أيضا في البهجة التي أعاد المشاركون اكتشافها في أنفسهم و واقتسموها مع جمهورهم.
غادر مشروع كورال في اليوم التالي إلي القاهرة وسيبدأ ورشة جديدة في الإسكندرية في بداية الشهر المقبل ومن هناك ربما سيلبي الدعوات الكثيرة القادمة من مدن أخري بدءا من بيروت ووصولا لتورنتو، لكن يبدو أن مشرع كورال واحد لا يكفي بل ربما هناك حاجة لألف مشروع كورال فني وثقافي ليجوبوا مدننا وقرانا ليكشفوا عن آفاق رحبة لشباب ضاقت بهم الدنيا وتلخصت في اللهاث وراء لقمة العيش أو في الاستعداد للآخرة و ليفتحوا أبوابا للإبداع والمبادرة الفردية والعمل والجماعي وليأصلوا قيم الاختلاف والتنوع وليعيدوا اكتشاف المتعة في مجتمع أثقلته همومه وآلامه طويلا.
No comments:
Post a Comment